قصة قصيرة

موضوع: قصة قصيرة الثلاثاء يونيو 15, 2010 2:51 am

الحقيقة الكاملة روي الفيلسوف الصيني"لي هتر"هذه الأسطورة،قال:فوق تل من تلول غابة نائية
كان يعيش شيخ،مع أبنه وجواده،وفي ذات صباح هرب الجواد واختفي فأقبل
الجيران علي الشيخ يعزونه في نكبته بفقد جواده،فقال الشيخ:ومن أدراكم أنها
نكبة؟ فصمتوا وانصرفوا راجعين،ولم تمض أيام حتي عاد الجواد الي صاحبه من
تلقاء نفسه،ولم يعد وحده،ولكنه عاد ومعه قطيع من الخيول البرية،فعاد
الجيران الي الشيخ فرحين مهنئين له بهذا الربح الوفير ،وهذا الحظ
السعيد.فنظر اليهم الشيخ بهدوء وقال: ومن أداركم أنه حظ سعيد؟ فسكتوا
مبهوتين ،وانصرفوا متحيرين ومرت الأيام،وأصبح ابن الشيخ يروض الخيول،فامتطي
منها جوادا عنيدا ،فسقط من فوق صهوته الي الارض،فكسرت ساقه،فرجع الجيران
مرة أخري الي الشيخ محزونين،يبثونه ألمهم لما وقع لولده،ويعزونه في هذا
الحظ العاثر(السئ)فقال لهم الشيخ برفق: ومن أدراكم أنه حظ عاثر؟ فانصرفوا
صامتين،ومضي العام،واذا حرب تقوم فجند الشباب اليها،وأرسلوا الي
الميدان،فلاقوا حتفهم الا ابن الشيخ ،فإن العرج الذي بقدمه أعفاه من الذهاب
الي الحرب،وأنقذه من ملاقاة الموت.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::الي هنا
تنتهي قصة الفيلسوف الصيني،ولو أنه اكمل فيها لما انتهينا من تعاقب السعد
والنحس علي الحادث الواحد،وذلك بأن لكل شئ نهاره وليله يدوران حوله بغير
انقطاع.ولكن الانسان في نظرته القصيرة ،وذاكرته الضعيفة لا يري الحادث الا
في حلقاته المنفصله،وأجزائه المنقطعة،ونتائجه المؤقته ومؤتراته المفاجئة.
وان فرحنا أو بكاءنا لهذا الحظ ليس الا قلة صبرنا علي انتظار البقية.
شأننا في ذلك شأن المشاهد لقصة تمثيلية،انه يضحك أو يبكي لكل ما يصيب
البطل دون أن ينتظر ختام الرواية،لعل أداة الشعور والادراك فينا قد جعلت
علي هذا التركيب المناسب لحياتنا القصيرة. وان الانسان الذي أعطي الحكمة
ليس في حقيقة الأمر الا ذلك الذي أعطي العين التي تري الأشياء في
جملتها،لا في جزء منها،وفي تعاقبها لا في وقوفها. علينا بالصبر في كل موقف
يمر بنا مهما كان هذا الموقف أو الحدث مؤلم وأعلم بأن الله جعله خيرا لك
وأنت لاتعلم .

انشاء الله وصلت فكرتي واستفدتوا من هذه القصة ودمتم
سالمين .

__________________